جراحة الغسيل الكلوي
مرض القصور الكلوي و جراح الأوعية : أوجه التدخل
Insuffisance rénale et chirurgie vasculaire : les interférences
بقلم د. حميد شنان
لتدخلات الجراحة الوعائية لدى مرضى القصور الكلوي (Insuffisance renale) أوجه متعددة، و ذلك من خلال تعاون وثيق بين أخصائي الكلي و تصفية الدم و جراح الأوعية، فمريض القصور الكلوي يحتاج في الطور القبل نهائي للفشل الكلوي إلى استشارة أخصائي جراحة الأوعية، وذلك من أجل التخطيط لعمل توصيلة وريدية شريانية (Fistule arterio-veineuse) لتكون أساس تصفية الدم مستقبلا.
في حالات الفشل الكلوي الحاد، يكون من الضروري جداً إجراء تصفية الدم على الرغم من عدم وجود توصيلة (fistule)، لذلك يقوم أخصائي الأوعية بتركيب أنبوب اصطناعي تحت الجلد في الوريد الرئيسي للذراع أو الرقبة.
ماهي التوصيلة الشريانية الوريدية ؟
التوصيلة الشريانية الوريدية هي عبارة عن قناة وريدية تحت الجلد تصل بين الشريان و الوريد القريب منه و يتم وضعها عموما في الذراع التي بها أوردة أفضل (في الساعد أو في العضد). في جلسة الغسيل توضع إبرة في الناحية الشريانية (الأقرب إلى الشريان) لنقل الدم إلى جهاز الغسيل ليمر في المصفي و يتم سحب السوائل الزائدة و السموم و توضع إبرة في الناحية الوريدية (الأبعد من الشريان) لتعيد الدم إلى المريض بعد تنقيته.
ومن الأفضل إنشاء الوصلة قبل البدء بجلسات الغسيل بأشهر، حتى يتم تمدد قناة التوصيلة بشكل كافي لتركيب أنابيب جهاز التصفية، وهنا تظهر أهمية استشارة جراحة الأوعية مبكرا لتفادي أي مشاكل أخرى.
تجدر الإشارة أن التوصيلة نوعان، طبيعية وصناعية. فالتوصلية الشريانية الوريدية الطبيعية (Cimino-Brescia Shunt) تربط وريد المريض بالشريان مباشرة وتعتبر الأفضل حيث أنها تدوم مدة أطول والأفضل كفاءة من ناحية تدفق الدم والأقل عرضة للتعفنات البكتيرية ولكن من الصعب إنشائها لدى المرضى الذين يعانون من تصلب الشرايين أو التهابات الأوردة السطحية (عن طريق سحب الدم المتكرر مثلا) خاصة مرضى السكري كما أنه لا يمكن استخدامها قبل شهرين من إنشائها لأنها تحتاج إلى وقت طويل لتكون جاهزة للاستخدام (انتظار تمدد قناة التوصيلة).
أما بالنسبة للوصلة الشريانية الوريدية الصناعية ( Loop Shunt ) فإنه من الممكن زراعتها بين أوعية الفخد أيضا و ليس فقط في الذراع و تكون جاهزة للعمل خلال أسبوعين أو أكثر بعد أن يخف الانتفاخ لكنها أقصر عمرا من الوصلة الطبيعية لأنها أكثر عرضة للتجلط و أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية و التي قد تصل إلى الدم و تكون شديدة جدا تستدعي الدخول إلى المستشفى.
من أجل التمكن من إنشاء أفضل توصيلة شريانية وريدية، من الإجباري – حسب الجمعية السويسرية و الأمريكية لجراحة الأوعية – القيام المبكر باستشارة العيادات المختصة بطب و جراحة الأوعية، و ذلك من أجل القيام بفحص دقيق للأوعية سواء بالصدى الملون للأوعية (echodoppler vasculaire) أو عن طريق التصوير الإشعاعي بالحقن. في نهاية الفحص يتوصل جراح الأوعية بخريطة أوعية مفصلة (mapping) يمكنه بعد أخد رأي المريض من وضع استراتيجية جراحية ناجعة. بعد العملية، تتم معايدة الجراح بشكل دوري لفحص التوصيلة و مدى كفائتها.