الوقاية من تصلب الشرايين

m1

نصائح بسيطة و هامة جداً لمرضى تصلب الشرايين، الوقاية الأولية، طب الأوعية
Conseils et prévention primaire contre l’athérosclérose, Angiologie

 

بقلم د. حميد شنان

يطلق تصلب الشرايين كمصطلح طبي عندما ينسد الشريان ويتوقف عن آداء عمله ويعد من أشد الأمراض خطورة. وتصلب الشرايين لا يأتي من تلقاء نفسه إنما هو عامل مرض السمنة وارتفاع الكوليسترول في الدم وأمراض أخرى يجب على الإنسان معالجتها قبل أن يصاب بالتصلب الشرياني فما هي هذه الأمراض وماعلاج تصلب الشرايين ؟؟
نركز هنا على الأهمية القصوى للوقاية الأولية prévention primaire التي تكتمل بإجراءات جد بسيطة تهم تغيير نمط العيش و الرجوع إلى النظام الغدائي الصحي و ممارسة الرياضة باستمرار.
في حالة وجود عوامل خطر تصلب الشرايين facteurs de risque cardiovasculaires : diabète, hypertension artérielle, tabac, hyperlipidemies ou insuffisance rénale أو في حالة وجود أعراض أو عند بلوغ سن ال 50، يجب زيارة عيادات الأوعية الدموية أو عيادات طب القلب من أجل عمل فحوصات وقائية مبكرة، من شأنها الوقاية و التخطيط للعلاج المبكر و الاستباقي لأي مشكل وعائي أو قلبي.

ماالمقصود بتصلب الشرايين ؟

تصلب الشرايين مصطلح طبي يطلق على حالة تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران الشرايين فعندما تتفاعل مع جدار الشريان، وتترسب الدهون وتتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين تسبب تضيقها.
ومع مرور الزمن وتراكم المواد الدهنية والشحمية التي تصبح كثيفة تفقد الشرايين ليونتها وتبدأ بالانسداد , الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو.وإذا حصل انسداد كامل للشريان فهذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية. وفي الحالات الخطيرة يمكن علاجه بالتدخل الجراحي أو بعمليات التوسعة.

متى يجب استشارة أخصائي الأوعية ؟

– في حالة وجود عوامل خطر التصلب الشرياني، حتى إذا كان المريض لا يشكو من أعراض : ضغط الدم، داء السكري، ارتفاع معدل الدهون في الدم، قصور الكلي، وجود عوامل وراثية..

– عند وصول سن 50 سنة؛

– في حالة وجود أعراض تدل على وجود تصلب شرايين، مثل :
▪ عرج متقطع و آام في الساق : claudication intermittente، هذا العرض ممكن ألا يتواجد في البداية و خصوصا لدى مرضى السكري، الذين يعانون من اختلالات عصبية في الأطراف تحول دون الإحساس بالألم؛

▪ دوخة أو فقدان الوعي لأوقات قصيرة جدا أو خلل في الرؤية (سواد في العين)؛
▪ آلام عميقة في البطن خصوصا بعد الأكل، هنا يجب التنسيق مع أخصائي الجهاز الهضمي؛
▪ الإحساس بوجود كرة نابضة في البطن؛
▪ وجود جروح مزمنة في القدمين، لا تزول بالأدوية أو العلاج الموضعي البسيط.

ماهي الفحوصات الابتدائية اللازمة للكشف عن تصلب الشرايين :

– فحوصات دموية للكشف عن السكري، تقييم وظيفة الكلي creatinine، مستوى الدهون في الدم؛
– تخطيط القلب في حالة الراحة ECG de repos؛
– فحص بالصدى الملون لشرايين الرقبة للكشف عن تضيقات الشرايين السباتية echodoppler TSA pour sténoses carotides ؛
– فحص بالصدى الملون للشريان الأبهر في البطن echodoppler de l’aorte abdominale للتأكد من عدم وجود تمددات خطيرة؛
– حساب معامل ضغط الدم في الأطراف index des pressions systoliques IPS للكشف الابتدائي عن تصلب شرايين الأطراف، و في حالة الخلل، يتم إجراء فحص بالصدى الملون لشرايين الأطراف Echodoppler des artères des membres inférieurs.

أسباب تصلب الشرايين :

▪ ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحومات الحيوانية مثل السمن البلدي والزبدة والقشطة، وهذا بالطبع يزيد من خطر تصلب الشرايين.

▪ قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين البدنية، والنوم بعد ملء المعدة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم.

▪ ارتفاع ضغط الدم ، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر تصلب الشرايين.

▪ التدخين الذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين.

  • التوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر.

▪ الأوزان الزائدة والبدانة المفرطة، حيث تلعب السمنة الزائدة دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة.

▪ العومل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض.

▪ الإصابة بمرض السكري .

أعراض تصلب الشرايين :

▪ الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب؛
▪ وجود فرق في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي وضغط أسفل الساق، مما يؤدي إلى عرج نتيجة ألم في الساق نتيجة نقصان التروية في عضلات الساق.

أماكن حدوث تصلب الشرايين :

▪ القلب، حيث يسبب تصلب الشرايين الإصابة بأمراض القلب insuffisance coronaire et angine de poitrine؛
▪ الدماغ، حيث يسبب تصلب الشرايين في تضيق الشريان السباتي sténose carotide و الإصابة بالسكتة الدماغية AVC ischémique ؛
▪ الأطراف مثل الساقين، حيث يسبب تصلب الشرايين و عدم القدرة على المشي و يحدث خطر البتر؛
▪ الأمعاء، حيث يسبب تصلب الشرايين موت أجزاء منها angine abdominale

مضاعفات تصلب الشرايين :

  • حصول أمراض القلب مثل جلطة القلب أو الذبحة الصدرية؛
    • السكتة الدماغية AVC و تكون تمددات شريانية خصوصا في الأبهر anévrismes؛
    • الإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية و بتر العضو AOMI et occlusions aiguës؛
    • ارتفاع ضغط الدم و خطر تسلخ الشريان الأبهر القاتل dissection aortique؛
    • ضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة، أو حدوث ضعف في الإبصار، ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.

الوقاية من تصلب الشرايين :

  • الإقلال من تناول المأكولات الدهنية المحتوية على نسبة عالية من الكوليسترول مثل الحلويات والبيض والزبدة واللحوم. هنا يلعب أخصائيي التغذية دور مهم جدا؛
    • المحافظة على ممارسة التمارين البدنية مثل المشي أو السباحة و القيام بالصلوات فهي أيضاً نوع من الرياضة و الترويض؛
    • الإقلاع عن التدخين؛
    • الإكثار من تناول الفاكهة والخضار الطازجة و شرب الماء باستمرار 1,5 الى 2 لتر في اليوم؛
    • التحكم في وزن الجسم ومحاربة البدانة؛
    • العلاج المبكر والفعال لمرض ارتفاع ضغط الدم؛
    • العلاج المبكر والفعال لمرض السكري؛
    • التشخيص والعلاج المبكر لمشاكل الكلي؛
    • العلاج المبكر والفعال لحالة زيادة الدهون والكوليسترول؛
    • تقليل تناول الدهون الحيوانية مثل الحليب كامل الدسم والأجبان والبيض واللحوم الحمراء؛
    • تناول عقاقير تخفيض الكوليسترول (لمن يعاني من ارتفاع الكوليستيرول في الدم)، بناء على وصفة طبية.
    في حالة وجود أعراض أو عند بلوغ سن ال 50، يجب زيارة عيادات الأوعية الدموية أو عيادات طب القلب من أجل عمل فحوصات وقائية مبكرة، من شأنها الوقاية و التخطيط للعلاج المبكر والاستباقي لأي مشكل وعائي أو قلبي.

علاج تصلب الشرايين بالادوية :

العلاج الدوائي يختلف باختلاف مكان الشريان المتصلب، وأهم الأدوية التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض: مضادات تجمع الصفائح، أو بعض الأدوية التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من ميوعة الدم، أو تقلل من مستوى الدهون والكوليسترول في الجسم..، وفي حال عدم نجاعة هذه العلاجات يلجأ الطبيب إلى الجراحة لفتح الشرايين.
وهناك مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج تصلب الشرايين — و تشمل مضادات التخثر ، و الأسبرين ، حاصرات بيتا ، sequestrants حامض الصفراء ، وحاصرات قناة الكالسيوم ، Ezetimibe ، Fibrates ، مثبطات مستقبلات جلايكوبروتين الثالث ألف ، النياسين (حامض النيكوتينيك) ، النترات ، صفائح الدم مثبطات ، الستاتين  وThrombolytics.
كل هذه الأدوية لا تقوم بإذابة التكلسات الشريانية، بل فقط العمل على استقرار الحالة و عدم تطورها، و هنا تظهر أهمية الوقاية الأولية prévention primaire.

دراسات تصلب الشرايين :

تلوث الهواء يسبب تصلب الشرايين :

بينت دراسة جديدة أن التعرّض لتلوّث الهواء لفترة طويلة يسرّع عملية تصلّب الشرايين مما يزيد بالتالي خطر الإصابة بجلطات وأزمات قلبية. وذكر موقع (هيلث داي نيوز) الأميركي أن دراسة على حوالي 5400 شخص تتراوح أعمارهم بين 45 و84 سنة في 6 مدن أميركية تمت متابعتهم طوال 3 سنوات، أظهرت أن تعرّضهم لتلوّث الهواء زاد من تصلّب شرايين قلوبهم بحوالي 0.014 مليمتراً سنوياً. يشار إلى أن المشاركين في الدراسة لا يشكون من أي مرض في القلب. وأشار إلى أن تصلب الشرايين يعني زيادة سماكة الطبقتين الخارجيتين للشريان الذي يلعب دوراً مهماً في تدفق الدم بالجسم، وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات دماغية والتعرّض لأزمات قلبية. وقالت المعدة الرئيسية للدراسة لارا أدار، أن ” نتائجنا تساعدنا على فهم كيف يمكن لتلوّث الهواء أن يتسبّب بزيادة الأزمات القلبية والجلطات كما أُفيد في دراسات سابقة”. وكشفت الدراسة أن تفادي تلوّث الهواء يمكن أن يبطئ تصلّب الشرايين.

تصلب الشرايين مرض يعود الى اقدم العصور:

تحدت دراسة جديدة الاعتقاد السائد بأن تصلب الشرايين هو أحد آفات العصور الحديثة، بعد أن وجدت أن مومياوات تعود لأربعة آلاف عام كانت مصابة به أيضا.
وتغير هذه النتائج الاعتقاد بأن تصلب الشرايين، الذي يسبب الأزمات القلبية والجلطات المخية، ظهر حديثا نتيجة للتدخين والبدانة وعدم الحركة. وأظهر الفحص الإشعاعي لنحو 137 مومياء تغطي 4 مناطق جغرافية أن تصلب الشرايين كان عاملا مشتركا بينها ولاسيما في الأشخاص الأكبر سنا. وتشير هذه النتائج إلى أن هذا العرض الرئيسي لمرض القلب ربما يكون جزءا من التقدم في السن أكثر من كونه إحدى نتائج الإكثار من تناول الوجبات السريعة. من جهته، قال كاليب فينش، أستاذ في علم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا: ” يبدو أن هذه حالة قديمة للبشر قبل العالم الحديث، وربما في حقيقة الأمر هي جزء من تقدم جنسنا البشري في السن”. واشتملت الدراسة على مومياوات لأشخاص من ثقافات ما قبل تاريخ في بيرو القديمة والأميركيين الأصليين الذين كانوا يعيشون على ضفاف نهر كولورادو، وشعب الأونانجان الذي كان يقطن المنطقة الواقعة بين آلاسكا وسيبيريا، بالإضافة إلى مومياوات من مصر. ووجد الفريق آثار لتصلب محتمل أو أكيد في شرايين القلب لدى 34 في المائة من الموميات التي تم دراستها. وقال الدكتور راندال تومسون الذي ترأس هذه الدراسة: “بالنسبة للمومياوات التي كانت أعمار أصحابها تزيد عن 40 عاما كان نصفها يعاني تكلسات في الشرايين”.

التدخين يسبب تصلب الشرايين :

أوضحت دراسة علمية حديثة أن التدخين يؤثر بشكل كبير على شرايين المخ، حيث ترتفع عند المدخن حالات الإصابة بضيق وتصلب شرايين المخ، مما يقلل من وصول الدم والأكسجين إلى المخ. ومن جانبه أوضح الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للمناعة واستشارى أطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن التدخين يؤدى إلى زيادة معدلات الإصابة بجلطات المخ، فضلا عن التأثير على مراكز الذاكرة ويؤدى إلى النسيان. ويبين دكتور مجدى أن التدخين يؤدى لانخفاض القدرة على التركيز نتيجة نقص الدم والأوكسيجين، وزيادة غاز أول أكسيد الكربون الذى يمنع امتصاص الأكسجين في الدم، مما يقلل من وصول القدر الكافي من الأكسجين للمخ، وهذا بالتالي يضعف القدرة على التفكير والتركيز، كما يؤدى أيضا إلى الإصابة بالصمم نتيجة ضعف أعصاب السمع.

البطاطس الاصطناعية (الشيبسي )تسبب تصلب الشرايين :

كشفت دراسة مؤخرا أعدتها جمعية القلب البريطانية خبر كان بمثابة صدمـــة للملايين من البريطانيين . حيث أثبتت أن محتوى أكياس البطاطس المقلية له عواقب صحية وخيمة على المدى الطويل. إذ أنها بجانب احتوائها علي كميات من النشا الموجود في البطاطس ولكن الأخطر من ذلك هي الزيوت التي تستخدم في القلي في درجات حرارة عالية فهي تحتوي علي كميات كبيرة من الدهون المشبعة والتي تترسب في الأوعية الدموية وتتسبب في أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب. كما أنها تحتوى على كميات مهمة من الملح والمواد الحافظة التي لها تأثير سلبي علي الصحة العامة.

تناول تفاحة يوميا يحمي من تصلب الشرايين :

الدراسة أظهرت أن أكل تفاحة باليوم طوال 4 أسابيع خفض بنسبة 40% معدلات مادة تتواجد في الدم وهي مرتبطة بتصلب الشرايين أعلن فريق من الباحثين الأمريكيين أن تناول تفاحة واحدة يومياً يساهم بخفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. وقال البروفيسور الأمريكي روبرت ديسيلفيسترو -من جامعة أوهايو، والمعد الرئيسي للدراسة- “أن هذه الدراسة أظهرت أن أكل تفاحة باليوم طوال 4 أسابيع خفض بنسبة 40% معدلات مادة تتواجد في الدم وهي مرتبطة بتصلب الشرايين”. وتظهر نتائج الدراسة أن تناول التفاح يخفض معدلات الكوليسترول السيء في الدم، وهو نوع يتفاعل مع مواد الجسم ويتطور ليتسبب بالتهابات يمكن أن تلحق ضرراً بنسيج الشرايين أو تحدث تصلباً فيها. وشدد ديسيلفيسترو في تعليقه على نتائج الدراسة التي أشرف عليها على فعالية أكل التفاح ، موضحاً أن مضادات الأكسدة فيه أفضل من تلك الموجودة بكثير من الأطعمة كالشاي الأخضر ومستخلص البندورة، من ناحية تخفيض معدلات الكوليسترول السيء. الجدير بالذكر أن الكثير من الأمريكيين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتصلب الشرايين، ويعتقد الخبراء أن ذلك بسبب نمط الحياة التي يعيشونها وخاصة إعتمادهم الكبير على الوجبات الجاهزة المشبعة بالدهون.


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *




نحن نهتم, نحن نستطيع





نحن نهتم, نحن نستطيع




002125228-94375


24/7 رقم الطوارئ

اتصل بنا الآن إذا كنت في حاجة إلى حالة طبية طارئة ، وسوف نقوم بالرد بسرعة ونقدم لك معونة طبية.




جميع الحقوق محفوظة  Dr. Hamid Channane



Dr. Hamid Channane جميع الحقوق محفوظة